جاااار القمر14 عضو بدء بالعمل
عدد الرسائل : 12 العمر : 42 الموقع : مشرف سابق في عدد كبير من المواقع العربية و العراقية المزاج : عااال العال كلش زين و الحمد لله المهنة : الهواية : تاريخ التسجيل : 23/07/2008
بطاقه الشخصيه مكان الاقامه:: العراق sms: مزاجك: يخبل كلش كلش
| موضوع: فاطمة ( عليها السلام ) الكوثر الأربعاء يوليو 23, 2008 6:31 pm | |
| قراءة واعية لخطاب الشيخ اليعقوبي ( دام ظله الوارف ) [ فاطمة ( عليها السلام ) الكوثر بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين من كلماته (دام ظله) : فاطمة (عليها السلام) عطاء متنوع ثمانية عشر عاماً هو العمر الذي قضته (عليها السلام) في هذه الدنيا يلفت الشيخ نظر الرسالي الى مسألة مهمة أنه من الممكن تحصيل النتاجات الهائلة والسريعة بعمره القصير اذا سلك الأنسان طرق خاصة ودقيقة وهو نفس السلوك الذي سلكته (عليها السلام) أنها كانت تستغل كل لحظة في حياتها وكانت تسخّر الزمن بطريقة عجيبة بحيث حصلت على هذه النتائج خلال 18 سنة . " منذ بداية وجودها وتكونها وهي تؤدي وظيفتها الرسالية بمؤانسة أمها خديجة الكبرى " الشيخ كلامه هنا يستبطن فيه أكثر من فكرة :- 1- ان الانسان الرسالي يبدأ في مرحلة عمره الرسالي بمرحلة اولية وهي بناء ذاتي فيركز الشيخ على شخصية الزهراء(عليها السلام) كيف بنيت بناء ذاتي وكيف كان التحدي الكبير الذي عاشته في حياتها أدى الى التيجة النهائية وهي أن أوكل لها عمل ومهمة كبيرة وهي الدفاع عن الشخص الذي يملك من القداسة بأنه لا يحتاج الى أي أحد ومع ذالك فالزهراء (عليها السلام) تقدم خدماتها لذلك الشخص وهو أمير المؤمنين وهي مهمة لا يستوعبها أحد لأنك لا تدافع عن إنسان عادي. 2- شرفية العمل الرسالي , كأنها (عليها السلام) اوكلت الى هذه المراتب لأنها مارست العمل الرسالي , فأول هوية تلبست بها أنها "رسالية " ويتجلى ذلك أنها عندما كانت جنين في بطن أمها التي كانت تتعرض لأذى قريش التي ضحت بمالها وبما تملك من أجل الدفاع عن الاسلام فكان عملها الرسالي هو أدخال الأنس و الفرح والسرور ولو على قلب أنسان واحد فهذا عمل لا يعلوه شيء لأنه عنوان الأنبياء فعندما تكون رساليا فأنك تلحق بموسى وعيسى ومحمد وعلي (عليهم السلام). 3- ان السيدة الزهراء (عليها السلام)تصحح الفهم الخاطىء للعمل الرسالي الذي قد يتصور البعض أنه مرتبط فقط بالعمل الذي له عنوان كبير او مجلس حسيني ضخم او مظاهرة عظيمة بل على العكس فليس البهرجة والسمعة هي العمل الرسالي بل مجرد ادخال السرور في قلب شخص واحد هو عمل رسالي بل لا يوجد في العمل الرسالي أهمال الفرد بل فيه شرفية مع الجماعة والفرد. ويكمل الشيخ خطابه بقوله " وردّ الوحشة عنها حيث عاشت عزلة ومقاطعة من نساء قريش بسبب إيمانها بما جاء به زوجها محمد فكانت خديجة تفرح بذلك وتذكره لرسول الله فيفرح أيضاً ويخبر زوجته بعظمة شأن هذه الوليدة " ثم يبدأ الشيخ بالتركيز على البناء الذاتي لشخصية الزهراء (عليها السلام) بأنها كرسالية تعد لمهمة ومسؤلية كبيرة مستقبلية تحتاج لعدة أركان والشيخ هنا يرتبها من حيث الاولوية :- الركن الأول : تحمّل الأذى " وتحمّلت مع أبيها وهي في السنين الاولى من عمرها أذى قريش " أن الصبر والاذى و الالم ركن مهم لبناء الرسالي ولكنه ليس الصبر والالم السلبي الذي ينتظر فيه اليوم الذي يزال فيه ذلك الالم ويعترض على الله تعالى لأنه عرضه لهذا الشيء بل هو صبر أيجابي و الشكر له تعالى لأنه أهله لتلك الأذيّة وذلك الألم فتحملت ذلك وهي طفلة لذلك تنقل بعض الروايات أنها (عليها السلام) كانت نحيفة جدا وصغيرة الحجم ووزنها قليل وقد تبين ذلك من خلال رفع نعشها (سلام الله عليها). ويكمل :" فكانت تواسيه وتسليه وترفع عنه الأذى ": فلم تكن (عليها السلام) تتحمل الاذى فقط بل كانت تمتص الالم وتغير صورته وماهيته وتجعله أنساً وتفيضه على أعظم موجود وهو النبي وهو نفسه يمتلك من الصفات التي ذكرها القرآن الفريدة من نوعها وأمتلك من التحمل كمية هائلة لكن مع ذلك الزهراء (عليها السلام) تفيض عليه . ويكمل :" وتحملت معه الجوع في شعب أبي طالب ثلاث سنين حين فرضت قريش على بني هاشة ومن آمن برسول الله مقاطعة أقتصادية وأجتماعية وعزلتهم في الشعب ": ذكر الشيخ حادثة تاريخية عندما عزل الرسول فهكذا هو حال الرسالي وتصرف الآخرين معه عندما يعزل ويجوع ويقاطع ولا يسلم عليه تلك الحالة الطبيعية تعرض لها برحابة الصدر . ثم قال (دام ظله):" وما أنتهت هذه السنوات العجاف إلابوفاة عضدي رسول الله وركنيه عمه أبي طالب وزوجته خديجة فسمي عام الحزن فعاشت الزهراء (عليها السلام) اليتم وفقدان هذه الأم العظيمة وهي لم تكمل ثمان سنين " الركن الثاني :- الغربة والحزن ضرورية جداً في بناء الرسالي , وكل تلك المفاهيم من الألم والغربة و الحزن وظيفتها واحدة أنه تقطع علاقة الأنسان بما موجود في يد الآخرين ولا تطمع نفسه بما عندهم ويتوجه لله تعالى فقط وتقضى كل حوائجه من قبله تعالى ويصل الرسالي الى درجة أنه لا يأنس بالآخرين ولاينتظر الحمد منهم ولا أن أسمه سيكتب في صفحات التاريخ بالاضافة الى أن الحزن و الغربة تعطي الأنسان درس في كيفية التعامل مع الآخرين وتثبتان له أن الناس متغيرون وغير ثابتين لأنهم يمتلكون النفس والحس والآوهام والجهل ممايؤدي الى ان تكون حركاتهم غير ثابتة متغيرة وتصدر منهم أمور غير متوقعة في يوم ما لكن الله تعالى ثابت لا يملق ولا يعمل بالمزاجيات فحينما قال (أنا رحيم) فهو رحيم دائما فهذا معنى مفهوم التوحيد الذى يتولد عند الرسالي نتيجة الحزن والغربة التي يعيشها ولا نقصد فيهما الأنفرادية والأنعزالية وقطع العلاقات الأجتماعية بل ان قلبه يهفو دائماً لذكر ومناجاة الله تعالى . الركن الثالث :- العاطفة والحب والحنان ويكمل (دام ظله) :" ولم يفت ذلك من عزيمتها وأرادتها في نصرة أبيها رسول الله ومؤازرته بل أغدقت عليه من العواطف والحنان و الرحمة ما عوضه عن أمه وزوجته" أذا توقفنا على الأركان السابقة فقط فستتولد الشخصية السلبية حتماً وكما هو منقول عن حياة العديد من الطواغيت والجبابرة في التاريخ كـ(هتلر) و (ستاليني) أنهم تعرضوا لتجارب مرة في حياتهم فلم تتوازن بالعاطفة و الحب والحنان فلا تتولد الشخصية المتزنة لكن حالة الحب و الحنان تخلق الأتزان بشخصية الرسالي وقد عرف عن أهل البيت (عليهم السلام) أنهم ذوو قلوب رقيقة و منكسرة ودمعتهم رخيصة كانوا (عليهم السلام) يبكون على المرأة لو ضربت واليتيم أذا جاع بل وحتى على الحيوانات وكما تنقل الروايات عن الامام الحسين ذلك الأنسان العظيم الذي يقف أمام جيش مؤلف من (70000) ألف ان لم يكن أكثر بقلب قوي لا يتزعزع ولا يجبن نفس ذلك القلب يخفف أمام حصان ويخاطبه بقوله يا حصان أنت عطشان و أنا عطشان , وكذلك ما هو معروف عن أمير المؤمنين أنه يرى أنكسار قلبه واضحاً أذا رأى يتيم , والزهراء (عليها السلام) كانت أمرأة رقيقة القلب ينكسر قلبها لأي شيء فهي أمرأة عطوفة قلبها مملوء بالحب والحنان للآخرين فالرسول الذي هو رحمة للعالمين الذي قال عنه تعالى ﴿ ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ﴾ (الأنبياء : 107) تغدق (عليها السلام) على قلبه بالرحمة، فالرحمة ضرورية جداً لبناء شخصية الرسالي . والحمد لله رب العالمين وصلى الله سيدنا محمد وآله الطاهرين | |
|